معهد سكيورتي العرب | وظائف خالية
وظائف 2018 سوق السيارات عقارات 2018 الارشيف البحث
اسم العضو:  
كلمة المرور:     
تسجيل المساعدة قائمة الأعضاء اظهار المشاركات الجديدة اظهارمشاركات اليوم

واحشني يا كنافة للشاعر الدكتور صلاح عبد الله

Tags: واحشني يا كنافة للشاعر الدكتور صلاح عبد الله, شعر الدكتور صلاح عبد الله, الشاعر الدكتور صلاح عبد الله, صفحة الشاعر الدكتور صلاح عبد الله,

واحشني يا كنافة للشاعر الدكتور صلاح عبد الله
التوقيت الحالي : 12-29-2024, 07:03 PM
مستخدمين يتصفحوا هذا الموضوع: 1 ضيف
الكاتب: dr.wolf
آخر رد: dr.wolf
الردود : 0
المشاهدات : 2926

إضافة رد 

واحشني يا كنافة للشاعر الدكتور صلاح عبد الله

الكاتب الموضوع

رقم العضوية :3
الاقامة : ام الدنيا
التواجد : غير متصل
معلومات العضو
المشاركات : 7,392
الإنتساب : Oct 2010
السمعة : 5


بيانات موقعي اسم الموقع : سكيورتي العرب
اصدار المنتدى : 1.6.8

مشاركات : #1
واحشني يا كنافة للشاعر الدكتور صلاح عبد الله

واحشني يا كنافة للشاعر الدكتور صلاح عبد الله


واحشني يا كنافة للشاعر الدكتور صلاح عبد الله

الشاعر الدكتور صلاح عبد الله - شعر صلاح عبد الله - كلمات شعر - صلاح عبد الله - الصفحة الرسمية للشاعر صلاح عبد الله .


هذه كلمات للشاعر الدكتور صلاح عبد الله بعنوان واحشني يا كنافة :

كان محمد ابن أخي الأكبر طفلا وديعا رقيقا، ثم كبر فأصبح غلاما وديعا رقيقا، كان قصيرا نحيفا طفولي الصوت حتى بعد البلوغ، وكنت من شدة ما هو عليه من الوداعة والرقة أسميه كنافة.

كان غلاما عاديا عاشقا للحياة مثله كمثل غيره ممن هم في سنه، وكان أخي يصر على أن يصطحبه معه في الأعمال المعمارية الشاقة كلما أُسند إليه عمل، فكان يجهد بدنه بالأعمال الشاقة ويجهد نفسه بحرمانه من مقتضيات الطفولة والصبى من لهو ولعب.

وكان الفتى متوسط المستوى في الدراسة لا يميل إليها كل الميل ولا يميل عنها كل الميل، وكان أبوه يريده رجلا تام الرجولة فكان يضيق عليه في معاشه، ولهوه، ولعبه، وعلاقته بأصحابه، أشد الضيق، ولكن هذا الصنيع قد أثمر عكس المرجو منه تماما، فما هو إلا أن أحس الفتى بالبلوغ حتى انضم إلى طائفة من أصحاب السوء علموه التدخين حين لا يسمح به جسمه ولا سنه، فلما أنهى إلي أنه يدخن لم أنهه نهي الكبار للصغار لأني قد علمت أن هذا النهي سوف يذهب أدراج الرياح.

كل ما فعلته أنني بينت له خطر التدخين علي أنا شخصيا وعلى أمثالي ممن هم في مثل سني ثم تركت له الحرية في أن يدخن أو لا يدخن، لأني أعلم تمام العلم أنني إن عاملته بصرامة فغاية ما سيعمله أنه سوف يدخن بعيدا عني وبدون علمي، وأكون أنا قد ضيعت على نفسي فرصة متابعته والوقوف على أسراره ومساعدته أو إنقاذه حين تمس الحاجة إلى المساعدة أو الإنقاذ، قصارى ما أمرته به أن يلجأ إلي أنا حين يحتاج للسجائر، وذلك أني لما علمت شدة تعلق الغلمان بالتدخين خفت على ابن أخي إن نفدت سجائره ولم يجد ما يشتريها به أن يلجأ إلى الشباب الذين هم أكبر منه سنا فيسوموه الفحشاء في مقابل السجائر وهذا كثيرام ما يقع في حينا بين الشباب الفاسدين والصبية الذين لا رقيب عليهم.

اجتاز ابن أخي المرحلة الإعدادية بمجموع ضعيف، فكان من الطبيعي أن يلتحق بإحدى المدارس الثانوية الصناعية وكان من شؤم الطالع أن مدرسته كانت في حي الأميرية على مقربة من ترعة الإسماعيلية، فكان منقسما بين مدرسته البعيدة وأعمال أبيه الشاقة، ولم يكن أخي يقتصر بابنه على مجرد الأعمال المعمارية الشاقة، بل كان يتشدد عليه في الصغائر قبل الكبائر، لهذا كانت ضحكات ابن أخي مرة، كأنه كان يضحك لأنه يخاف أن يبكي حزنا فيضربه أبوه فيبكي توجعا.

وأما أنا فكنت أستأنس به وأحبه غاية الحب، كنت حتى بعد بلوغه أقعده على حجري، وأضمه إلى صدري، وأمسح رأسه برفق، كأني لم أكن أصدق أن مثل هذا الطفل الوديع يصلح للبلوغ الذي هو مستهل الرجولة المضنية.

وكان مما يرسخ ذلك في وجداني أن ابن أخي كان على قدر كبير من السذاجة، بحيث لا يكاد يفرق بين أصناف الأطعمة التي يأكلها،فكانت كل الأطعمة تنقسم عنده إلى قسمين لا ثالث لهما، أطعمة مشبعة وأخرى غير مشبعة، أما ما وراء ذلك من الفروق بين الأطعمة في ذاتها، وكونها حلوة، أو مالحة، أو مرة، أو حامضة، أو ساخنة، أو باردة، فلم يكن له به من علم!!!!.

وكان يعن لي أحيانا أن أختبر عقله فأسأله مازحا {قل لي يا كنافة إيه هي الحرية من وجهة نظرك؟} فكان يجيبني بتلقائية منقطعة النظير {الحرية يا عمو هي إني أعمل إلي أنا عايزه، يعني مثلا من كام يوم ماما كانت عايزاني أروح مشوار، بس أنا قلت لأ، فقالت لي هاديلك ربع جنيه لو رحت، فأنا خدت الربع جنيه ورحت، هي دي الحرية يا عمو}.

وكنت أصطحبه معي أحيانا في مشاويري لأستند إليه أو أستأنس به، فكان يقص علي ما وقع له مع أبيه أو في مدرسته، أو يشكو إلي بعض ما يشعر به من الضيق، وأذكر أنه كان ماشيا معي ذات يوم فقال لي وهو يتنهد بحزن {والله يا عمو أنا عيل معفن، ومافيش كلب يرضى يعيش عيشتي دي} فمسحت رأسه وسألته {ليه يا كنافة بتقول كدا؟} فقال لي :{عشان أنا شقيان طول عمري بين شغلي مع بابا وبين المدرسة وحياتي ما ليهاش أي معنى} فقلت له بعد أن أعطيته سيجارة: {هو مين مستريح يا كنافة؟ كلنا شقيانين لكن كل واحد بطريقته، أنا ساعات بيمر علي أسبوع مش عارف أخرج من البيت عشان مشغول بحاجة باقراها أو باكتبها، وانت بكرة تكبر وتبقا ليك حياتك المستقلة وما حدش يقدر يقول لك تلت التلاتة كام؟}.

وكنت كثيراما أرسله في حاجة لي وأجزل له العطاء فيطيعني حبا لي وطمعا في مالي، وكنت أحب طمعه هذا لأني أعلم أن أطماع الصغار صغيرة مثلهم لا تكاد تتعلق إلا بما هو صغير وعابر، أما أطماع الكبار فإنها قد تخرب بيوتا، وتشرد أسرا، وتقتل نفوسا، وتهدم دولا.

وقريبا من منتصف هذا العام الذي التحق فيه ابن أخي بهذه المدرسة انتابني أنا وأمي إحساس بضيق شديد في الصدر مع أن كل شيء من حولنا كان يبدو طبيعيا كالمعتاد، كنت أدخل وأخرج من غرفتي وأتنفس بثقل شديد كأن على صدري حجرا ثقيلا دون أن أجد لذلك سببا معروفا، وفي عصر يوم من تلك الأيام اتصلت بي ابنة أخي لتخبرني أن أخاها قد مات غرقا في الترعة المجاورة لمدرسته فأسرعت إلى بيت أخي بملابسي المنزلية وشعري المنكوش.

لم يكن الخبر في البداية مؤكدا، بل كانت الأقوال متضاربة غاية التضارب، فمن قائل إنه نجى، ومن قائل إنه غرق، ومن قائل إنه في مستشفى أو قسم شرطة.

وهذا العليم ببواطن الأمور يؤكد لنا أنه إن كان قد غرق فليس ذلك لأنه لا يجيد السباحة بل لأنه نزل الترعة في ذلك الوقت بالذات ففي كل يوم تقوم العفاريت بتنظيف هذه الترعة في وقت معين بأمر سيدنا سليمان!!!!.

صخب شديد بين الرجال، وصراخ بين النساء، وحكايات خرافية لا معنى لها يحكيها كل من يحب أن يحكي في مثل هذه المواقف، فلا أحد يحدث أحدا، ولا أحد يسمع أحدا وإنما هي أفواه مفتوحة وآذان مسدودة تموج في بحر من كلام، لم يطل بنا المقام في بيت أخي، بل جعلنا ندور بين المستشفيات، وأقسام الشرطة، وشرطة المسطحات المائية، ولم ندع مكانا يمكن الاتصال به أو الذهاب إليه إلا اتصلنا به أو ذهبنا إليه.

وأخيرا تبين لنا أنه قد غرق بالفعل، وقال لنا أصحابه الذين كانوا معه إنه أخذ يطفو ويرسب عدة مرات، وإنهم ألقوا إليه حبلا فاستمسك به قليلا ثم لم يلبث أن تركه، كأنه كان أصغر من أن يهاب الموت أو أجهل من أن يقدر خطورته أو أشد كرها للحياة من أن يستمسك بها.

سكت أخي سكوت العاجز عن الصراخ، وصرخت زوجته صراخ العاجز عن السكوت، وعبثا جهدنا بأخي أن ينفس عن نفسه فلم ينطق، وعبثا حاولنا مع زوجته أن تهدئ من روعها فلم تسكت، استطاع موت ابن أخي أن يحيي في أعماق أخي شعورا قاتلا بالذنب كما استطاع هذا الموت أن يميت معه شيءا من إيمان زوجته بالعناية الإلهية فقد ذهلت أم الصبي ذهولا لا طاقة لي بوصفه، فكانت تبكي، وتصرخ، وتتحرك، وتسكن، وتضحك في أوقات متقاربة بلا مبرر، وتكلم من عرفت ومن لم تعرف بكلام لا تفهمه هي فضلا عن سامعه، وكانت شرطة المسطحات المائية قد أخبرتنا أنهم سوف يستخرجون جثته في صباح الغد فكانت كلما أفاقت ألحت علينا أن نأخذها إلى الموضع الذي غرق فيه ابنها ولم تكن تطلب هذا الطلب إلا وهي واقفة على الحد الفاصل بين العقل والجنون، كأنها أحست أن ظلمة الليل، وظلمة النهر، وظلمة الحزن، كل هذه الأشياء لن تستطيع أن تحول بين ابنها الغريق وقلبها الملهوف.

وأخيرا قلت لصاحبي بالإنجليزية خذها إلى أي موضع على شاطئ النيل وأخبرها أن ابنها غريق هنا عسى أن يستريح قلبها فكان من العجب أنها فهمت ما أقول.

لم تكن أم الصبي متدينة بأي معنى من معاني التدين القادر على أن يهب النفوس الحائرة أو الجزعة ما هي في حاجة إليه من السكينة، بل كان تدينها جزءا من عاداتها الاجتماعية.

فهي تصوم كما تعمل كعك العيد، وتزكي كما تطبخ في المواسم.

وأحسب أن الذي حفظ عليها شيءا من إيمانها أنها كانت تريد أبا في السماء يملك الدنيا والآخرة، أبا تغضب اليوم عليه، وتضرع غدا إليه، تغضب اليوم عليه بما سلبها من قرة عينها وما كسر من قلبها، وتضرع غدا إليه أن يلهمها الصبر من ناحية، وأن يسكن ابنها فسيح جناته من ناحية ثانية، وأن يسوقه إليها في أحلامها من ناحية ثالثة.

وهذا هو إيمان العامة، لا يناقش التفاصيل ولا ينفصل عن المنفعة.

وفي مأتمه جهد بي أخي أن ألقي درسا على الحاضرين، فلم يطاوعني قلبي على التفاعل مع الناس، ولا عقلي على التفكير، ولا لساني على النطق، فتركت المايكروفون دون أن أقول جملتين ذواتي معنى.

وكان له من بين أولاد أخواتي صديقان هما شريف وخالد ابنا أختي التي تكبرني، كانا يأتيان إلى بيتنا معه عدة مرات في الأسبوع، فلما مات أصبحت لا أراهما إلا بشق الأنفس، وكان له صديق يأتي إليه من بعيد، فلما مات لم يدخل هذا الصبي حارتنا إلى يوم الناس هذا، كأن حارتنا والطرق المؤدية إليها قد ماتت هي الأخرى في عينه.

ومرت بعد موت ابن أخي سنوات طويلة، أخذت منا ما أخذت، وأعطت لنا ما أعطت، وأبقت ما أبقت، وغيرت ما غيرت، إلا أن شيءا مكسورا قد بقي في أعماقنا جميعا، فأما أمه فقد لحقها من الصبر ما يمكن أن تستمر به الحياة ومن وراء صبرها وضحكها وكلامها ما لا يعلمه إلا الله، وأما أبوه فلم يعد ينظر إلى من بقي من أولاده إلا بعين يملؤها الإحساس بالذنب حيال ابنه المفقود، فأصبح لا يدري أين يضع القسوة وأين يضع الرحمة.

وأما أنا فقد بقي في أعماقي من هذه الحادثة جرح عجيب، إن كان لا يكبر فإنه لا يُشفَى، وإن كان لا يظهر فإنه لا يُنسَى.



ادارة سكيورتي العرب




المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة .
كيف بني الفراعنة الاهرامات لغز حير العلماء الله يخبرنا بالسر كيف بنيت
قصيدة الى الرئيس - للشاعر الدكتور صلاح عبد الله
قصيدة ردا على اخر تصريحات الدكتور هشام قنديل
صورة تكشف الفضيحة الكبرى قطر مولت الفلم المسيء لرسول الله (ص)
من معجزات الله فى اسمائنا
اول سقطة رسمية للرئيس الدكتور محمد مرسى
مبارك يبكى اثناء دخوله سجن طره ويقول خدمت البلد حسبى الله ونعم الوكيل
فضائح الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل
قصيدة بركاتك يا شيخ حزوم للعبقري صلاح عبدالله
الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح وتضارب المواقف السياسية
04-18-2012 10:26 PM
إقتباس هذه الرسالة في الرد
إضافة رد 






سوق العرب | معهد سكيورتى العرب | وظائف خالية © 2024.
Google